المؤتمر الوطني: الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة تريد نقل سيناريو دارفور إلى الخرطوم
الأربعاء, 17 فبراير 2010 05:59
الخرطوم: الشرق الأوسط
استنكر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة الرئيس عمر البشير أمس بشدة، تدشين ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية لحملته الانتخابية بحادثة اغتيال طالب كلية التربية بجامعة الخرطوم من إقليم دارفور، وأدان استغلال الحركة للحادثة، وقال: «إنها وأحزاب المعارضة تريد نقل ما تم في دارفور إلى الخرطوم». فيما تسلمت أسرة القتيل محمد عبد الله موسى بحر الدين، جثمانه، وكانت مجموعات قد طالبت بتشييعه إلى مقابر أحمد شرفي في مدينة أم درمان، إلا أن الشرطة تدخلت وقادت الموكب إلى مقابر الحي الذي يقطنه بالحارة (54). وقال الدكتور مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، إن الحركة تسعى عبر هذا المدخل الذي وصفه «بالخبيث» لإحداث فوضى لإعاقة الانتخابات، ودعا في مؤتمر صحافي بالمؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم أمس، الأجهزة المختصة إلى الاستعداد لأي تفلتات، وقال: «هناك من يسعى لصناعة الفوضى في ولاية الخرطوم»، وتابع: «لا أستبعد أن يكون اغتيال الطالب جزءا من هذه الصناعة»، وحذر الحركة الشعبية من مغبة اللعب بالنار في الخرطوم، وأكد حرص المؤتمر الوطني على أمن واستقرار العاصمة، وقال: «إن أهلها مدركون لمخططات الحركة»، ودعا القوى السياسية إلى عدم الانسياق وراء عرمان ومجموعته، وقال: «إن الأجهزة الأمنية ستقف بالمرصاد ضد تلك الممارسات»، وأدان مندور بشدة، الحادثة ووصفها بالغريبة والدخيلة على المجتمع السوداني، ودعا الأجهزة الأمنية إلى التعامل بحزم وقوة والاجتهاد في معرفة القاتل وردعه، وأشار إلى توجيهات لقواعد الحزب وسط الطلاب بضبط النفس.
وكشفت مصادر صحافية في الخرطوم، أن إدارة التحقيقات الجنائية تسلمت ملف القضية بعد أن تم تعديل البلاغ من المادة (51) إجراءات إلى المادة (130) القتل العمد من القانون الجنائي، وذلك بناء على التقرير الطبي الذي قدمه الدكتور جمال مدير مشرحة أم درمان للنيابة، وأكد المصدر أن التحريات شرع فيها فريق بإشراف اللواء عابدين الطاهر مدير المباحث الجنائية.
ولم يستبعد المصدر أن تكون هناك أيادٍ لقيادات شبابية تعمل على تحريض أهل الطالب القتيل في محاولة جادة لتسييس القضية.
ومن جهته، شن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي المعارض هجوما على المؤتمر الوطني، وقال: «إن الأحزاب ستفوز عليه في الانتخابات»، ونفى المهدي في مؤتمر صحافي أمس دشن من خلاله حملته الانتخابية تلقي حزبه لأي تمويل من جهات أجنبية أو محلية.
واتهم المهدي - آخر رئيس وزراء منتخب بالسودان - حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر حسن البشير بتشويه صورة الإسلام، وحذر من مخاطر اندلاع العنف في دارفور والجنوب مع الاستعداد للانتخابات.
وهاجم المهدي الذي أطاح به البشير في انقلاب عام 1989 حزب المؤتمر الوطني مستهلا حملته للانتخابات الرئاسية التي ستجري في أبريل (نيسان) المقبل.
وقال المهدي - زعيم حزب الأمة المعارض - لـ«رويترز»: «إنهم يشوهون الصورة الطيبة للإسلام، لأنهم ربطوا بين الإسلام والدكتاتورية وربطوا بين الإسلام والعنف».