علماء الازهر

"علماء الأزهر" تهاجم الخارجية..
إهانة شباب مصر ليست شأنا داخليا



المواجهات بين الأمن وشباب 6 أبريل

القاهرة: استنكرت جبهة علماء الأزهر، مواجهة الشرطة المصرية للمتظاهرين الذين شاركوا في أحداث 6 أبريل الأسبوع الماضي، وسط القاهرة، معربة عن رفضها لبيان الخارجية المصرية والذي وصف ما حدث بأنه "شأن داخلي" ليس لأحد الحق للتدخل فيه.

وقالت الهيئة في بيان لها نشر على موقعها الالكتروني: "إن تصريح المسئول بوزارة الخارجية المصرية والذي انكر على أمريكا استنكارها لما سُجِّل على الداخلية المصرية نحو أبناء وشباب مصر، واصفة ذلك الاستنكار منها بأنه تدخل في شؤون مصر الداخلية، يدل وضاعة الإنسان المصري عند حاكميه، فإنه على وفق هذا الإعلان لا يعدو أن يكون المصري عند حكامه عبدا من العبيد لدى سادته ؛يفعل فيهم ما يشاء ويختار، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء؛ لا ينبغي أن يُسأل عما يفعل فيهم وبهم، حتى ولو كان نهب ثروات، أو خيانة أمانات، أو إعانة للأعداء عليهم ؛ أوإذاعة للفاحشة فيهم ، أو قتلا للمروءات،أو استباحة للمحرمات باسمهم، فلا يحل لأحد ولا لنظام أن يتدخل في أمره وأمرها معه".

اضاف البيان: "إننا لسنا غافلين عن دور أمريكا فيما وقع ولا يزال يقع علينا من جرائم واعتداءات، لكن هذا لا يمنعها حقها من الثناء فيما صدر عنها بشأن شباب مصر الذي أهين بسبب حيويته وكرامته على أرض مصر وبيد بعض رجال الأمن الذين خانوا أماناتهم من ضباط الشرطة والبوليس، وصدر عنهم ما صدر وسجلته منظمة" هيومن رايتس ووتش" بحقهم ، فإن القول بأن إهانة المصري هو شأن داخلي هو ردة على الحقيقة بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معان".

وتابع البيان، الذي صدر تحت عنوان "إهانة شباب مصر ليس شأنا داخليا": "إن لهذا الشباب الذي أراد بخروجه المطالبة بحق مصر في الحياة الكريمة لحقا في رقبة كل حر مصري وعربي ومسلم، وإن معاونته لمن أوجب الواجبات الشرعية، فماذا بعد أن تذل الأمة بقوانين من أجل أن يسعد الصهاينة بخيرات الأمة ، وإنه لا إذن لأحد في النهوض لواجب الدفع عن كرامة الأمة، فلا إذن لزعيم في مناهضة الظلم والبغي، ولا لرئيس جماعة او جمعية، ولا لإمام ، ولا لمرشد، ولا لأي ذي سلطان ، دعوا الشباب يقوم بما عجز عنه الشيوخ والكبار نحو أمته ووطنه، ولا تخذلوه".

واختتمت الهيئة بيانها، بالقول: "إننا نهيب بالسيد رئيس الجمهورية أن يُنصف هذا الشباب الذي شرفت بوقفته ومواقفه مصر من الذين أهانوه على تلك الصورة الفاضحة التي فضحهم الله بها على رؤوس الأشهاد قبل أن يذهب ما بقي من العقد الذي انفرط ، فإن هؤلاء الشباب هم أحرار مصر الذين لهم المستقبل إن شاء الله، وذلك لأن كفاح الإنسانية كلها في سبيل الحرية لن يضيع".

بيان الخارجية المصرية

وكان المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى أعرب الجمعة عن رفض مصر لما تضمنه البيان الصحفى الصادر عن الخارجية الأمريكية بتاريخ 7 ابريل 2010 من خوض فى الشأن الداخلى المصرى بغير علم أو دراية.

وقال زكي- فى بيان صحفى- إن البيان الأمريكى تناول بعض الاعتقالات التى نفذتها أجهزة الأمن المصرية لعدد من المشاركين فى مظاهرة وقعت يوم 6 إبريل 2010، وتجاهل أن الموقوفين تم الإفراج عنهم بقرار من النائب العام، كما أنه يغفل أعمال العنف التى تطلبت قيام أفراد الأمن بالتعامل معها.

وأشار المتحدث الى أن البيان إنتقل بلا مبرر واضح من الحديث عن تلك الإعتقالات الى تناول مسائل سياسية داخلية مصرية أخرى بشكل يخرج عن المألوف، ولاتقبل به مصر.. مؤكدا فى هذا الصدد وبشكل خاص على أن الانتخابات التى تجرى فى مصر هى شأن يخص المصريين الذين لايقبلون- على اختلاف توجهاتهم السياسية- أن تتحدث حكومة أجنبية بالنيابة عنهم

ومن المقرر ان تجري انتخابات رئاسية في مصر العام 2011. وحتى الان، لم يعلن الرئيس حسني مبارك (81 عاما) الذي خضع اخيرا لعملية جراحية في المانيا، ما اذا كان سيترشح لولاية جديدة بعد حوالي 30 عاما في الحكم.

المواجهات

وكانت قوات الأمن المصرية اعتقلت 70 ناشطا سياسيا من حركة "6 أبريل" المعارضة وحزبي الغد والجبهة وعدد من مؤيدي الحملة المستقلة لدعم ترشيح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة مصر يوم الثلاثاء الماضي.

وذكرت مصادر صحفية أن قوات الأمن فضت بالقوة تظاهريتين للحركة إحداهما قرب المتحف المصري والأخرى أمام مجلس الشورى وسط القاهرة ، احتجاجا على الأوضاع السياسية وللمطالبة بالتغيير.

وردد المتظاهرون هتافات معادية للنظام ، كما طالبوا بإجراء تعديلات دستورية ، وعندما حاولوا الخروج من الطوق الأمني الذي فرضته حولهم قوات الأمن اندلعت اشتباكات بين الجانبين .

ونشرت قوات الأمن المصرية أعدادا كبيرة من رجال الشرطة والشرطة السرية في ميدان التحرير ومنطقة مجلسي الشعب والشورى حتى دار الاوبرا وفرضت حراسات مكثفة على مخارج ومداخل محطات مترو الانفاق فى كل محطات وسط القاهرة ، حيث تحولت هذه المناطق إلى "ثكنة عسكرية".

وقال متظاهرون انهم يطالبون بإلغاء العمل بقانون الطوارئ المفروض على مصر منذ ما يقارب ثلاثين عاما، وتبني تعديل عدد من مواد الدستور أبرزها المواد 76 الخاصة بحقوق الترشح والانتخاب و77 التي تعطي رئيس الجمهورية الحق في الترشح في انتخابات الرئاسة مدى الحياة، و88 الخاصة بالإشراف القضائي على الانتخابات.

وكانت الحركة بدأت قبل عامين بدعوة لإضراب داخل مصانع غزل المحلة، وتطور ليكون إعلانا عن رغبات سياسية تحت مسمى "إعلان القاهرة"، الذى دعا لتأسيس هيئة ينتخب ثلثها لوضع دستور جديد.