وهو من أشهر الشخصيات التاريخية التي اتصفت بالظلم والعنف والوحشية …هناك العديد من العوامل التي أثرت في تكوين شخصية نيرون وجعلته يتصف بالعنف والجبروت منذ صغره ومنها “قصص الملوك والسلاطين والأباطرة الظالمين التي صبت في أذن نيرون والكثير من الأخبار والروايات التي تحكي المآسي والفجائع في فترة حكم هؤلاء الأباطرة ومنهم أجداده وأقاربه مما كان له الأثر الكبير في التمثل والإقتداء بهم…!” فقد كان عم نيرون “كاليغولا” من الذين امتازت فترة حكمهم بالفجور والطيش والإجرام وإنفاق الأموال في الملذات والرغبات الجامحة لتعذيب الناس والتنكيل بهم .. وقد تلقف نيرون هذه المشاهد الفظعة فحفرت في ذاكرته إلى أن كبر وأصبح إمبراطورا…. بعد موت عمه أصبح كلوديوس إمبراطورا لروما ولكنه اشتهر بالبلاهة وبعادات غليظة غير لبقه … طوال فترة حكمه كانت أم نيرون تريد أن تتقرب منه بأي وسيلة حتى تأخذ الحكم لنيرون … وفعلا نجحت بالزواج منه … ولكن كلوديوس كان له إبنا أخذت أم نيرون تبعده عن الساحات وتبرز نيرون بعدما تبناه كلوديوس في الاحتفالات الرسمية والمناسبات التي يحضرها كبار الناس إلى أن أصبح نيرون الشخصية الأولى في روما في ذلك الوقت … بعدها قامت أمه بالتخلص من كلوديوس وذلك بقتله بالسم… وأعلنت نيرون حاكما رسميا لروما … هكذا نشأ نيرون …. وأخذ مقاليد الحكم وهو لم يتجاوز السابعة عشر بعد .. فحكم روما أسوء من الذين سبقوه ونكل بأهلها وعذبهم وأحرقهم بالحديد وكسر عظامهم بالمطارق الحديدية…وكان يقتل المئات منهم مرة واحدة بمجرد سماعه عن تنظيم مؤامرة ضده حتى امتلأت شوارع روما وطرقها بجثث الناس وأشلائهم