عصام الترابي.
تحقيق
ربما يفسر آخرون إبداء المشاعر تجاه مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأنه منطقة فاصلة بين التطرف والإرهاب، وبين الاستقامة والحداثة والوسطية، والاعتدال، وفي الوقت الذي ينقسم فيه العالم على مستوى التكتلات الكبرى والدول والأفراد إلى مؤيد ومعارض ومتحفظ على شخصية وطبيعة نشاط أسامة بن لادن، لم يخفِ عصام الترابي، نجل المفكر الإسلامي الدكتور حسن الترابي، لم يخفِ موقفه من مقتل بن لادن وعلاقته المتميزة به، والتي امتدت طوال فترة إقامته بالسودان، حيث أبدى عصام بالغ حزنه لمقتل أسامة بن لادن، وقال إنه لا يتعامل مع ما حدث على أنه إخبار وإنما مشاعر إنسانية وإحاسيس تجاه الشيخ أسامة بن لادن، وأوضح أن مشاعره تجاه بن لادن نتجت عن معاشرة.
ملح وملاح
عصام كان أريحياً في حديثه، وتظهر في نبرة صوته بوضوح علامات الحزن البالغ، خاصة عندما يجتر شريط الذكريات، واستعار قاموس العامية السودانية في التعبير عن طبيعة العلاقة بينه وبن لادن، حيث قال عصام: "زي ما بقولو بالبلدي السوداني نحن بيننا وبين شيخ بن لادن اشتراك في الطعام والشراب والإحساس.. يعني ملح وملاح".
زوجات بن لادن
عصام الترابي استرسل في حديث الذكريات، عندما سألناه عن معلوماته عن زوجات بن لادن خلال فترة تواجده بالسودان، ومدى صحة أن واحدة من زوجاته كانت سودانية، حيث قال في تلك الفترة رافقت بن لادن ثلاث زوجات كن على عصمته، خلال فترة وجوده في السودان.
ونفى أن تكون من بينهن أي واحدة سودانية، وقال إنه رافق بن لادن خلال فترة وجوده في السودان ولازمه في داره بالخرطوم برفقة مجموعة من الإخوان –بحسب عصام- من اليمن وسوريا وبلدان أخرى.
تفاصيل كثيرة رواها عصام عن إيلولة فرسة أسامة بن لادن الشخصية ، وقال إنه امتلكها لاحقاً كمهرة أو فرسة شخصية لأسامة بن لادن عن طريق الشراء، وقال إن اسمها "رياح"، وأكد وجودها الآن في مزرعة بسوبا.
ويذكر أن تلك الفرسة اشتراها عصام الترابي بعد تدهور مريع في صحتها، وربما يكون دافعه لذلك، بغرض الوفاء لشخص عاشره لفترة من الزمان وأصبح بينهما "ملح وملاح"، كما قال عصام ذلك لـ(السوداني)، وربما لمعرفة عصام بحب بن لادن للخيول والرعاية والاهتمام بها.
فرسة بيضاء
وتوصف تلك الفرسة بأنها بيضاء عليها نقاط رمادية، وكان ذيلها مصففاً وحوافرها مشذبة ومنقوعة في الزيت، وأوردت وكالات أنها كانت واحدة من بين أفضل (12) جواداً للسباق بالخرطوم، حيث وصفت بأنها أسرع من الريح، عندما كانت تشارك في سباقات الخيول، وحسبما ورد بالوكالات فقد مات حصانان مملوكان لأسامة بن لادن وهما في حيازة الحكومة، وقال عصام الترابي في وقت سابق لصحيفة "الشرق الأوسط" وهو على ظهر الفرس داخل ميدان السباق إن ملكية الفرسة رياح آلت إليه بعد أن امتلكها عدد من الشباب الذين لم يهتموا بها، ولم يحرصوا حتى على توفير علفها مما أدى إلى هزال جسمها وبروز أضلاعها.
هم إسلامي
وشن عصام في حديثه لـ(السوداني) أمس هجوماً عنيفاً على الطريقة التي قتل بها أسامة بن لادن، وقال إن أمريكا كان الأولى لها أن تقيم محكمة له بدلاً عن قتله، وأضاف "كانت المحاكمة ستحقق أهدافاً أعلى وتحق الحق"، وأكد وجود خلاف في الخط السياسي بين ما يتبناه هو وما يتبناه بن لادن، مبيناً أنه لا يتفق مع بن لادن على نتائج جهاده كلها، ووصف عصام، بن لادن بأنه من أصدق الناس على مستوى العالم تجاه القضية الإسلامية، وقال: "شيخ بن لادن أخذ قضايا الإسلام مأخذ جد، وهو يحاول أن يجاهد بكل ما يملك تجاه رفع رأية الإسلام وتحقيق أهدافه".
وأوضح عصام أن نتائج القتال لا تفضي في الغالب لإحقاق الحق، رغم أنها قد تظهر الباطل، وقال عصام في رده على سؤال حول تقييمه لمشروع بن لادن، قال إنهم لم يتمكنوا من إقامة دولة في إفغانستان تحقق طموحات المسلمين وأشواقهم، وشددعلى أنه لا يتفق مع بن لادن في استهداف المدنيين وضربهم، وأضاف "لكن استهداف المؤسسات العسكرية الأمريكية وغيرها ممكن في حالات محددة"، وقال إن واجب المسلمين إقناع الناس والتبشير بالقيم الإسلامية بالتي هي أحسن، وأضاف "عموماً أنا لا أعتقد أن شيخ بن لادن يمتلك مشروعاً عملياً"، واختتم عصام حديثه بالقول: "لكن شيخ أسامة طرد بطريقة عشوائية ولا ترضي الله ولا الإنسان، واغتصبت ممتلكاته وصودرت